يعتبر فتح مكه الهرجان الاعضم والحدث الجلل في التاريخ الاسلامي واليوم الموعود لنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه يقول ابن القيم هو الفتح الذي اعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الامين واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين من ايدي الكفار والمشركين وهوالفتح الذي استبشر به اهل السماء وضربت اطناب عزه على مناكب لجوزاء ودخل به في دين الله افواجا واشرق به وجه الارض ضياء وابتهاجا
سبب الغزوه
كانت خزاعه قد دخلت في حلف رسول الله صلىالله عليه وسلم بعد صلح الحديبيه واعتدى عليها بنو بكر حلفاء قريش لثارات قديمه بينهما وعاونت قريش بني بكر في اعتدائهم على خزاعه ونقضت بذالك نصوص صلح الحديبيه الذي ينص على عدم الاعتداءعلى المسلمين او احلافهم وطلبت خزاعه الرسول صلى الله عليه وسلم نصرتها طبقا للمعاهده التي بينها وبينه فوعدهم بالنصر وبدا في الاستعداد لفتح مكه واخبر بعض المسلمين بعزمه السير الى مكه وامرهم بالتهيؤ وقال اللهم خذ العيون والاخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها
قريش تشعر بالندم
احسست قريش بالخطا الفاحش الذي فعله بعض السفهاء فيها واردت استدراك الموقف فأرسلت ابا سفيان للمدينه لمقابله النبي صلى الله عليه وسلم ولتجديد المعاهده فلم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم اعتذاره
خرج النبي صلى الله عليه وسلم في جيش قوامه عشره الالف مقاتل وعند الجحفه بالقرب من رابغ التقى رسول الله صلىالله عليه وسلم بعمه العباس الذي خرج مهاجرا وعندماوصل رسول الله صلىالله عليه وسلم مر الضهران ونزل هناك جاء ابوسفيان فالتقى به العباس واخذه الى النبي صلى الله عليه وسلم فاعلن اسلامه ثم عاد ابوسفيان الى مكه يحذر اهلها من مواجهه جيش المسلمين قسم النبي صلى الله عليه وسلم جيشه الى اربعه كتائب يقودهم الزبير ابن العوام وخالد ابن الوليد وسعد بن عباده وابو عبيده ابن الجراح وامرهم النبي صلى الله عليه وسلم الا يقاتلوا الا من قاتلهم فدهل المسلمون مكه فاتحين بغير قتال الا مناوشات قليله لبعض اهل مكه الذين تعرضوا لخالد ابن الوليد فقتل منهم ثلاثه عشر وفر الباقون ودخل النبي صلى الله عليه وسلم مكه صباح الجمعه لعشرين يوما خلت من شهر رمضان واردف خلفه اسامه بن زيد ودخل خافضا راسه تواضعا لله عزوجل على مااكرمه من الفتح
وبعد ان هدئت الاوضاع في مكه طاف رسول الله صلىالله عليه وسلم حول الكعبه وبيده قوس فكسر الاصنام ثم دعا عثمان بن طلحه فاخذ منه مفتاح الكعبه فدخلها ثم صلى داخلها ثم خرج فوجد اهل قد ملأوا المسجد ينتضرون ما يصنع بهم رسول الله صلىالله عليه وسلم فقال لهم يامعشر قريش ماترون اني فاعل بكم
قالو خيرا اخ كريم وبن اخ كريم قال فاني اقول لكم كما قال يوسف لاخوانه لا تثريب عليكم اليوم اذهبو فانتم الطلقاء ثم دعا عثمان بن طلحه وقال له هاك مفتاحك ياعثمان اليوم يوم بر ووفاء